المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو القاسم الشابي



toty_noty
02-May-2010, 08:56 PM
أبو القاسم الشابي

حياته :


شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب. قرأ العربية بالمعهد الزيتوني بتونس وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية وعلت شهرته.


ومات شاباً بمرض الصدر ودفن في روضة الشابي بقريته.


أبو القاسم الشابي هو شاعر الخضراء، وهو القائل في مطلع قصيدته 'إرادة الحياة' (من بحر المتقارب):


إذا الشعب يوماً أراد الحيـاة .. فلا بدّ أن يستجيب القدر


ولا بدّ للــــيل أن ينجلـــي .. ولا بدّ للقيد أن ينكسـر


ومن لم يُعانــقه شوق الحيــاة .. تبخّر في جوّهـا واندثــر


فويلٌ لمن لم تشُقْه الحيـــاة .. من صفعة العدم المنتصــر


كذلك قالـت لي الكائنـــــات .. وحدّثني روحهـا المستتــر


بدأ تعلّمه في المدارس التقليدية "الكتاتيب" وهو في الخامسة من عمره، وأتمّ حفظ القرآن بكامله في سنّ التاسعة. ثم أخذ والده يعلّمه بنفسه أصول العربية ومبادئ العلوم الأخرى حتى بلغ الحادية عشرة. التحق بالكلية الزيتونية في 1920.10.11 وتخرّج سنة 1928 نائلاً شهادة "التطويع" وهي أرفع شهاداتها الممنوحة في ذلك الحين. ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج منها سنة 1930.


أبو القاسم الشابّي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1269 هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319 هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.


توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الثلاثاء الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353 هـ.


نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.


أشعـــــــــــــــــــاره


صلوات في هيكل الحب
عذبةٌ أنتِ كالطفولة كالأحلام كاللحنِ كالصباحِ الجديدِ
كالسماء الضحوكِ كالليلةِ القمراءِ كالوردِ كابتسامِ الوليدِ
يا لها من وداعـةٍ وجَمالٍ وشبابٍ منعّمٍ أملودِ
يا لَهَا من طهارةٍ تبعثُ التقديسَ في مهجة الشقيّ العنيد
يا لها من رقّةٍ تكاد يرفّ الوردُ منها في الصخرة الجلمود
أيّ شيء تراك هل أنت فينيس تَهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشبابَ والفرحَ المعسـولَ للعالَمِ التعيس العميـد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرضِ ليحيي روح السلام العهيد
أنتِ .. ما أنتِ ؟ رسمٌ جَميلٌ عبقريٌّ من فنّ هذا الوجود
فيك ما فيه من غموضٍ وعمقٍ وجمالٍ مقدّسٍ معبود
أنتِ ما أنتِ؟ أنت فجرٌ من السحر تَجلّى لقلبِي المعمود
فأراه الحياةَ في مونق الحُسن وجلّى له خفايا الخلود
أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعاتُ الورود
تهب الحياة سكرى من العطر ويدوّي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تَمشين بخطو موقّع كالنشيد
خفق القلبُ للحياة ورفّ الزهرُ في حقل عمري الْمجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحبّ وغنّت كالبلبلِ الغرّيد
أنت تحيين في فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خرائب روحي ما تلاشى في عهدي الْمجدود
من طموحٍ إلى الجمالِ إلى الفنِّ إلى ذلك الفضاءِ البعيد
وتبثين رقّة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي
بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألْجمت تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غنّاك إلهُ الغناء ربّ القصيد
فيك شبّ الشباب وشّحَهُ السحرُ وشدو الهوى وعطر الورود
وتبثين رقّة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي
بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألجمت تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غنّاك إلهُ الغناء ربّ القصيد
فيك شبّ الشباب وشّحَهُ السحرُ وشدو الهوى وعطر الورود
وقوام يكاد ينطق بالألحان في كل وقفة وقعود
كل شيء موقع فيك حتى لفتة الجيد واهتزاز النهود
أنت..أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجيّ الفريد
أنت.. أنت الحياة في رقة الفجرِ وفي رونق الربيع الوليد
أنت .. أنت الحياة كل أوان في رواء من الشباب جديد
أنت.. أنت الحياة فيكِ وفي عينيك آيات سحرها الممدود
أنت دنيا الأناشيد والأحلام والسحر والخيال المديد
أنت فوق الخيال والشعر والفن وفوق النهى وفوق الحدود
أنت قدسي ومعبدي وصباحي وربيعي ونشوتي وخلودي
يا ابنة النور إنني أنا وحدي من رأى فيك روعك المعبود
فدعيني أعيش في ظلك العذب وفي قرب حُسنك المشهود
عيشة للجمال والفن والإلهام والطهر والسنَى والسجود
عيشة الناسك البتول يناجي الرب في نشوة الذهول الشديد
وامنحيني السلام والفرح الروحي يا ضوء فجري المنشود
وارحميني فقد تَهدمت في كون من اليأس والظلام مشيد
أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت لا أستطيع حَمل وجودي
في شعب الزمان والموت أمشي تحت عبء الحياة جم القيود
وأماشي الورى ونفسي كالقبر وقلبي كالعالم المهدود
ظلمة ما لَها ختام وهول شائع في سكونِها الممدود
وإذا ما استخفى عبث الناس تبسمت في أسى وجُمود
بسمة مرة كأني أستلّ من الشوك ذابلات الورود
وانفخي في مشاعري مرح الدنيا وشدّي من عزمي المجهود
وابعثي في دمي الحرارة علّي أتغنى مع المنَى من جديد
وأبثّ الوجود أنغام قلب بلبليّ مكبلٍ بالحديد
فالصباح الجميل ينعش بالدفء حياة المحطم المكدود
أنقذيني فقد سئمت ظلامي أنقذيني فقد مللت ركودي
آه يا زهرتي الجميلة لو تدرين ما جدّ في فؤادي الموحود
في فؤادي الغريب تُخلق أكوانٌ من السحر ذات حسن فريد



وشُمُوس وضاءة ونجوم تنثر النـور في فضاء مديد
وربيع كأنه حلم الشاعر في سكرة الشباب السعيد
ورياض لا تعرف الحلك الداجي ولا ثورة الخريف العتيد
وطيـور سحرية تتناغى بأناشيد حلـوة التغريد
وقصور كأنها الشفق المخضوب أو طلعة الصباح الوليد
وغيوم رقيقة تتهادى كأباديد من نُثـار الورود
وحياة شعرية هي عندي صورة من حياة أهل الخلود
كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود
وحرام عليك أن تهدمي ما شاده الحسن في الفؤاد العميد
وحرام عليك أن تسحقي آمال نفس تصبو لعيش رغيد
منك ترجو سعادة لم تجدها في حياة الورى وسحر الوجود
فالإله العظيم لا يرجم العبد إذا كان في جلال السجود


نشيد الجبار
ساعيش رغم الداء والاعداء .. كالنسر فوق القمة الشماء
ارنو الى الشمس المضيئة هازئا .. بالسحب والامطار والانواء
لا ارمق الظل الكئيب ولا ارى .. ما في قرار الهوة السوداء
واسير في دنيا المشاعر حالما .. غردا وتلك سعادة الشعراء
اصغي لموسيقى الحياة ووحيها .. واذيب روح الكون في انشائي
واصيغ للصوت الالهي الذي .. يحيي بقلبي ميت الاصداء
واقول للقدر الذي لا ينثني .. عن حرب آمالي بكل بلاء
لا يطفيء اللهب المؤجج في دمي .. موج الاسى وعواصف الارزاء
فاهدم فؤادي ما استطعت فانه .. سيكون مثل الصخرة الصماء
لا يعرف الشكوى الذليلة والبكا .. وضراعة الاطفال والضعفاء
ويعيش " جبارا " يحدق دائما .. بالفجر .. بالفجر الجميل النّائي
قال قلبي للإله
في جبال الهموم أنبث أغصاني *** فرقت بين الصخور بجهد
وتغشاني الضباب فأورقـــت و *** أزهرت للعواصف وحدي
وتمايلت في الظلام وعطرت *** فضاء الأسى بأنفاس وردي
وبمجد الحياة والشوق غنيت *** فلم تفهم الأعاصير قصدي
ورمت للوهاد أفنان الخضر *** وظلت في الثلج تحفر لحدي
ومضت بالشذى فقلت "ستبني *** في مروج السماء بالعطر مجدي
وتغزلت بالربيــع و بالفجر *** فماذا ستفعل الريـــــــــح بعدي


إرادة الحيــــــاة
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر
وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
.......................
اسكني باجراح ........ واسكتي ياشجون
مات عهد النواح .......وزمان الجــنــون
واطل الـــــصبـاح ....... مـن وراء القرون
في فـــجـاج الردي ..... قـــد دفـــنت الألم
ونثرت الد مـــــــوع .... لــــريـــاح العدم
واتخذت الـــــحـــــاة ..... معـــــــزفأ للنغم
............

toty_noty
02-May-2010, 09:02 PM
ياعذارى .. الجمال .. والحب .. والاحلام


يا عذارى الجمال، والحبِّ،والأحلامِ، .. بَلْ يَا بَهَاءَ هذاالوُجُودِ
قد رأَيْنا الشُّعُورَمُنْسَدِلاتٍ .. كلّلَتْ حُسْنَها صباحُالورودِ
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أوتَحْلُمُ .. بالنُّورِ، بالهوى ،بِالنّشيدِ
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَهاالسِّحْرُ، .. فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَالخُدود
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عندنيا .. من الورد غضّة ٍأملُود
ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ،كالأزهارِ .. في نشوة الشبابالسعيدِ
فتنة ٌ، توقظ الغرام،وتذكيه .. وَلكنْ مَاذا وراءَالنُّهُودِ
ما الذي خلف سحرها الحالي،السكران، .. في ذلك القرارِالبعيدِ..؟
أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيورالغابِ .. تشدوُ بساحرالتغريدِ
طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُالأَزَهارِ .. في مَوْلِدِ الرّبيعِالجَديد؟
وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجومالليل .. ضَوَاعة ٌ، كغضِّالورودِ؟
أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُالليل، .. وهولٌ يُشيبُ قلبَالوليدِ
وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِوالنُّكْر .. ِ، والشَّرِّ، والظِّلالِالمَديدِ؟
لستُ أدري، فرُبّ زهرٍشذيِّ .. قاتل رغمَ حسنهالمشهودِ
صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِالرّوحِ .. وَمِنْ ضَلّة الضّميرِالمُرِيدِ
إن ليلَ النّفوسِ ليلٌمُريِعٌ .. سرمديُّ الأسى ، شنيعالخلودِ
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَمالمرّ، .. ويشقي بعِيشةالمنكودِ
وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُالدُّهْرُ، .. ويمضي بِحُسْنِهِالمَعْبُودِ
غيرَ باقٍ في الكونِ إلاجمالُ .. الرُّوح غضًّا على الزَّمانِالأَبيدِ



أراك
أراك ، فتحلو لدي الحياة ويملأ نفسي صباح الأمل
وتنمو بصدري ورود، عذاب وتحنو على قلبي المشتعل
ويفتنني فيك فيض الحياة وذاك الشباب ،الوديع ،الثمل
ويفتنني سحر تلك الشفاه ترفرف من حولهن القبل
فأعبد فيك جمال السماء ، ورقة ورد الربيع ،الخضل
وطهر الثلوج ، وسحر المروج موشحة بشعاع الطفل



أراك ،فأخلق خلقاً جديداً كأني لم أبل حرب الوجود
ولم أحتمل فيه عبئاً ثقيلاً من الذكريات التي لا تبيد
وأضغاث أيامي ، الغابرات وفيها الشقي، وفيها السعيد
ويغمر روحي ضياء ، رفيق تكلله رائعات الورود
وتسمعني هاته الكائنات رقيق الأغاني ، وحلو النشيد
وترقص حولي أمان ، طراب وأفراح عمر، خلي ، سعيد


أراك ، فتخفق أعصاب قلبي وتهتز مثل اهتزاز الوتر
ويجري عليها الهوى ، في حنو أنامل ،لدناً ، كرطب الزهر
فتخطو أناشيد قلبي ، سكرى تغرد ، تحت ظلال القمر
وتملأني نشوة ، لا تحد كأني أصبحت فوق البشر
أود بروحي عناق الوجود بما فيه من أنفس ،أوشجر
وليل يفر ، وفجر يكر وغيم ، يوشي رداء السحر


حرم الأمومة
الأم تلثم طفلها، وتضمه حرم ، سماوي الجمال ، مقدس
تتأله الأفكار ، وهي جواره وتعود طاهرة هناك الأنفس
حرم الحياة بطهرها وحنانها هل فوقه حرم أجل وأقدس ؟
بوركت يا حرم الأمومة والصبا كم فيك تكتمل الحياة وتقدس!


قلب الشاعر


كل ما هب ،وما دب ، وما نام ،أو حام على هذا الوجود
من طيور ،وزهور ،وشذى وينابيع ، وأغصــان تميد
وبحار ، وكهوف ، وذرى وبراكين ، ووديان ، وبيـد
وضياء، وظلال ، ودجـى وفصول ، وغيوم ، ورعود
وثلوج ، وضبـاب عابـر وأعاصـيـر،وأمطار تجود
وتعـاليـم ، ودين ، ورؤى وأحاسيس ، وصمت، ونشيد
كلـهـا تحيا بقلبـي ، حرة غضة السحر ، كأطفال الخلود


هاهنا ، في قلبي الرحب ، العميق يرقص الموت وأطياف الوجود
هاهنا ، تعصف أهـوال الدجـى هاهنا ، تخـفق أحـلام الورود
هاهنا ، تهتف أصـداء الفـنـا هاهنا، تعزف ألحـان الخـلود
هاهنا ، تمشي الأماني ، والهوى والأسى ، في موكب فخم النشيد
هاهنا الفجــر الذي لا ينتهـي هاهنا الليـل الذي ليس يبـيـد
هاهنا، ألف خــضـم ، ثـائر خالد الثورة ، مجهول الحـدود
هاهنا ، في كـل آن تمــحـي صور الدنيا وتبدو من جـديـد


.............

toty_noty
02-May-2010, 09:03 PM
قد سكرنا بحبناواكتفَيْنا


يا مديرَ الكؤوس فاصرفْ كؤوسَكْ


واسكبِ الخمرَ للعَصَافيرِوالنَّحْلِ

وَخَلِّ الثَّرى يَضُمُّ عروسَكْ
مالنا والكؤوس، نطلبُ منها
نشوة ً والغَرامُ سِحْرٌوسُكْرُ!
خَلِّنا منكَ، فَالرّبيعُ لناساقٍ
وهذا الفضاءُ كاسٌ وخمرُ!
نحن نحيا كالطّيرِ، في الأفُق السَّاجي
وكالنَّحْلِ، فوق غضِّ الزُّهُورِ
لا ترى غيرَ فتنة ِ العالم الحيِّ
وأحلامِ قلبهاالمسحورِ...
نحن نلهو تحتَ الظلالِ،كطفلينِ
سعيدين، في غُرورِ الطُّفولةْ
وعلى الصخرة ِ الجميلة ِ في الوادي
وبين المخاوفِ المجْهولَهْ
نحن نغدو بين المروج ونُمسى
ونغنِّي مع النسيم المعنِّي
ونناجي روحَ الطبيعة ِ في الكون
ونُصغي لِقَلْبهاالمتغنّي
نحنُ مثلُ الرَبيعِ: نمشي علىأرضٍ
مِنَ الزَّهرِ، والرُّؤى ،والخَيالِ
فوقَها يرقصُ الغرامُ،ويلهو
ويغنّي، في نشوة ٍودلالِ
نحن نحيا في جَنَّة ٍ مِنْ جِنَانِ السِّحْرِ
في عالمٍ بعيدٍ...،بعيدِ...،
نحنُ في عُشِّنا الموَرَّدِ،نتلو
سُوِرِ الحُبِّ للشَّبابِ السّعيدِ
قد تركنا الوُجودَللنَّاس،
ـضُوا عليه الحياة َ كيفَأرادُوا
وذهبنا بِلبِّه، وَهْوَرُوحٌ
وَتَركنا القُشُورَ، وَهْيَ جَمادُ
قد سِكْرنا بحبّنا،واكتَفْينا
طفَحَ الكأسُ، فاذهَبُوا ياسُقاة ُ
نحن نحيا فلا نريدُمزيداً
حَسْبُنا ما مَنَحْتِنَا ياحَياة ُ
حَسْبُنا زهرُنَا الَّذي نَتَنَشَّى
حَسْبُنا كأسُنا التي نترشّفْ
إنَّ في ثغرِنا رحيقاًسماويَّا
وفي قلبنا ربيعاًمُفَوَّفْ
أيُّها الدَّهْرُ، أيُّهاالزَّمَنُ الجاري
إلى غيرِ وُجهة ٍوقرارِ!
أيُّها الكونُ! أيّها القَدَرُالأَعمى !
قِفُوا حيثُ أنتُمُ! أوفسيرُوا
وَدَعُونا هنا: تُغنِّي لناالأحْلامُ
والحبُّ، والوجودُ،الكبيرُ
وإذا ما أبَيْتُمُ،فاحْمِلُونا
ولهيبُ الغَرامِ في شَفَتْينا
وزهورُ الحياة ، تعبقُ بالعطرِ
وبالسِّحْرِ، والصِّبا في يديْنَا

toty_noty
02-May-2010, 09:06 PM
عذراً
تسابقت الحروف .. فتشابكت .. !!
فأردت أنا عيد صياغتها مرة أخرى


ياعذارى .. الجمال .. والحب .. والاحلام
يا عذارى الجمال، والحبِّ،والأحلامِ، .. بَلْ يَا بَهَاءَ هذاالوُجُودِ
قد رأَيْنا الشُّعُورَمُنْسَدِلاتٍ .. كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أوتَحْلُمُ .. بالنُّورِ، بالهوى ،بِالنّشيدِ
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَهاالسِّحْرُ، .. فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا .. من الورد غضّة ٍأملُود
ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ،كالأزهارِ .. في نشوة الشباب السعيدِ
فتنة ٌ، توقظ الغرام،وتذكيه .. وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ
ما الذي خلف سحرها الحالي،السكران، .. في ذلك القرارِالبعيدِ..؟
أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيورالغابِ .. تشدوُ بساحرالتغريدِ
طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ .. في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟
وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل .. ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟
أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل، .. وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ
وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْر .. ِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟
لستُ أدري، فرُبّ زهرٍشذيِّ .. قاتل رغمَ حسنه المشهودِ
صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِالرّوحِ .. وَمِنْ ضَلّة الضّميرِالمُرِيدِ
إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ .. سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ، .. ويشقي بعِيشةالمنكودِ
وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ، .. ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ
غيرَ باقٍ في الكونِ إلاجمالُ .. الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ

toty_noty
02-May-2010, 09:07 PM
أيها الحب أنت سر بلائي
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
أيها الحب أنت سرُّ وُجودي وحياته ، وعِزَّتي، وإبائي
وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ ـ****طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي: مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟
.............


ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيا










ليـتَ لـي أن أعيـشَ هـذهِ الدنـيّـاسَعـيـداً بِوَحْـدتـي وانـفــرادي



أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِبـيــنَ الصـنـوبّـر الـمـيّــادِ
ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُنفسـي عــن استـمـاعِ فــؤادي
أرقبُ المـوتَ، والحيـاة َ وأصغـيلـحـديــثِ الآزال والآبـــــادِ
وأغنيّ مع البلاد البلابل فـي الغـابِ،وأصغـيِ إلـى خـريـر الــوادي
وَأُناجـي النُّـومَ والفجـرَ، والأَطيـارَوالنّـهـرَ، والـضّـيـاءَ الـهــادي
عيشـة ً للجمـالِ، والفـنِ، أبغيـهـابعـيـداً عَــنْ أمـتَّـي وبــلادي
لا أغنِّـي نفسـي بأحزانـيِ شعبـيفهـو حـيٌّ يعيـشُ عيـشَ الجمـالِ!
وبحسبـي مِـنَ الأسـى مـا بنفسـيمـن طريـفٍ مُسْتَـحْـدَثٍ وتِــلادِ
وبعيـداً عـن المدينـة ، والـنّـاس،بعيـداً عـن لَغْـوِ تـلـك الـنّـوادي
فهو مـن معـدنِ السّخافـة والإفـكومــن ذلــك الـهُـراء الـعـادي
أين هوَ مـن خريـرِ ساقيـة الـواديوخفـقِ الصـدى ، وشـدوِ الشـادي
وَحَفيـفِ الغصـونِ، نمَّقهـا الـطَّـلُّوَهَـمْـسِ النّـسـيـمِ لـــلأوْراد؟
هـذهِ عِيـشـة ٌ تقدِّسُـهـا نفـسـيوأدعُـــو لمـجـدهـا وأنـــادي
.............


أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْل







أيُّها الليلُ! يا أَبَا البـؤسِ والهَـوْلِ،! ياهيكـلَ الحَيـاة ِ الرَّهيـبِ!



فِيكَ تَجْثُو عرائـسُ الأَمَـلِ العـذْبِ، تُصلَّـي بصَوتِهـا المحبـوبَ
فَيُثيـرُ النَّشِيـدُ ذكـرى حـيـاة ٍحَجَبَتهـا غيـومُ دَهـر كَئـيـبِ
وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حـول قلبـيبسُكُـونٍ، وَهَيْبَـة ٍ، وَقُـطُـوبِ
أنتَ ياليلُ! ذرَّة ٌ، صعدت للكونِ،من موطـئ الجحيـمِ الغَضـوبِ
أيُّها الليلُ! أنـت نَغْـمٌ شَجِـيُّ في شفاهِ الدُّهـورِ، بيـن النَّحيـبِ
إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التـي ترتـجّفي صـدرك الرّكـود، الرحيـب
تُسْمِعُ النَّفْسَ، في هدوء الأمانـيرنة َ الحقَّ، والجمـال الخلـوبِ
فَتَصوغُ القلوبُ، منهـا أَغَارِيـداً،تَهُـزُّ الحيـاة َ هَـزَّ الخُـطُـوبِ
تتلوّى الحيـاة ُ، مِـنْ أَلَـم البـؤْفتبـكـي، بلـوعـوٍ ونحـيـبِ
وَعَلـى مَسْمَعيـكَ، تَنْهـلُّ نوحـاًوعويلاً مُـراً، شجـون القلـوبِ
فأرى بُرقعـاً شفيفـاً، مـن الأوجاع، يُلقي عليك شجـوَ الكئيـبِ
وأرى في السُّكون أجنحة الجـبَّـبارِ، مخلصـة ً بدمـعِ القُلـوبِ
فَلَـكَ اللَّـهُ! مِـنْ فـؤادٍ رَحيـمٍولـكَ الله! مـن فـؤادٍ كئـيـب
يهجع الكونُ، في مابيبة ِ العصفورطفـلاً، بـصـدركَ الغربـيـب
وبأحضانك الرحيمة ِ يستيقظُ، فينضـرة الضَّحُـوكِ، الـطَّـرُوبِ
شَادياً، كالطُّيـوبِ بالأَمـلِ العَـذْبِ، جميلاً، كَبَهْجَـة ِ الشُّؤْبُـوبِ
ياظلام الحياة !يـا روعـة الحـزنِ! وَيَا مِعْزَفَ التَّعِيـس الغَرِيـبِ
وبقيثـارة السّكنـة ، فـي كـفَّـيـ
فَيكَ تنمُـو زَنَابِـقُ الحُلُـمِ العـذْبِ، وتذوِي لدَى لهيبِ الخُطـوبِ
أَمْ قُلُـوبٌ مُحِطَّـاتٌ عَلَـى سَـابُ ظِلالُ الدُّهـورِ، ذَاتَ قُطـوبِ
وَبِفَـوْديـكَ، فِــي ضَفَـائِـرِكَودِ، تـدَّب الأيــامُ أيَّ دَبـيـبِ
لبناتِ الشعر..، لكن قوَّضتهُ الحادثات
صَاحِ! إنَّ الحياة َ أنشودة ُ الحُـزْنِ، فرتِّلْ عَلَـى الحيـاة ِ نَحِيبـي
إنَّ كأسَ الحياة ِ مُتْرَعَة ٌ بالـذَّمْـْعِ، فاسْكُبْ على الصَّبَاحِ حَبيبـي
إنّ وادِي الظَّـلامِ يَطْفَـحُ بالهَـوْلِ، فمـا أبعـد ابتسـام القلـوبِ!
لا يُغرّنَّـك ابتسـامُ بـنـي الأرضِ فَخَلْفَ الشُّعاعِ لَـذْعُ اللَّهِيـبِ
أنـتَ تـدري أنَّ الحيـاة َ قطـوبٌ وَخُطُوبٌ، فَما حَيَاة ُ القُطُوبِ؟
إنّ فـي غيبـة ِ الليالـي، تِباعـاًلخَطيـبٌ يمـرُّ إثـر خـطـوبِ
سَدَّدَتْ في سكينة ِ الكونِ، للأعمـاقِ، نفْسي لخطأ بعيـدَ الرُّسـوبِ
نَظْـرة ٌ مَزَّقَـتْ شِغَـافَ اللَّـيـالي فرأتْ مهجة َ الظْلام الهيـوبِ
ورأتْ في صميمِها، لوعة َ الحـزْنِ، وأَصْغَتْ إلى صُراخِ القُلُـوبِ
لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْـوَ، إنّـيقد خبرتُ الحيـاة َ خُبـرَ لبيـبِ
فتبرمـتُ بالسّكيـنـة والـضـجّـة ، بل فد كرهتُ فيها نصيبي...
كنْ كمـا شـاءَت السمـاءُ كئيبـاًأيُّ شيءٍ يَسُـرُّ نفـسَ الأَريـبِ؟
أنفوسٌ تموتُ، شاخِصَـة ً بالهـولِ، في ظلمة ِ القُنوطِ العَصيـبِ؟
حـــلِ لُـــجِّ الأَسَــــى،بــمــوْجِ الـخُــطــوبِ؟
إنما النّـاسُ فـي الحيـاة طيـورٌقد رَمَاهَا القَضَـا بِـوادٍ رَهِيـبِ
يَعْصُفُ الهولُ في جَوَانبـه السـودِ فيقْضي على صَـدَى العندليـبِ
قَدْ سَألتُ الحياة َ عَنْ نغمة ِ الفَـجْـرِ، وَعَنْ وَجْمة المساءِ القَطُوبِ
فسمعتُ الحياة َ، في هيكلِ الأحزانِ، تشـدو بِلَحْنِهـا المحـبـوبِ:
مَا سُكـوتُ السَّمـاءِ إلا وُجُـومٌمَا نشيـدُ الصَّبَـاحِ غيـرُ نحيـبِ
لَيْسَ فـي الدَّهْـرِ طَائـرٌ يتغنّـىفي ضِفَافِ الحياة ِ غَيْـرَ كَئيـبِ
خضَّبَ الإكتئابُ أجنحـة َ الأيّـامِ، بِالدَّمْـعِ، والـدَّم المَسْـكُـوب
وَعَجيبٌ أنْ يفرحَ النّاسُ في كَهْـفِ اللَّيالي، بِحُزْنِهَـا المَشْبُـوبِ!»
كنتُ أَرْنو إلـى الحيـاة ِ بِلَحْـظٍباسـمٍ، والرّجـاءُ دونَ لـغـوبِ
ذَاكَ عَهْـدٌ حَسِبْتُـهُ بَسْـمَـة َ الـفَجْر، ولكنَّه شُعـاع الغُـروبِ
ذَاكَ عَهْـدٌ، كَأَنَّـه رَنَّـة ُ الأفـراح، تَنْسَـابُ مـنْ فَـمِ العَنْدَليـبِ
خُفِّفَتْ ـرَيْثَما أَصَخْتُ لَهَا بالقَـلْـبِ، حينـاً ـوَبُدِّلَـتْ بَنَحـيـبِ
إن خمر الحيـاة ورديـة ُ اللـونِولكنَّـهـا سِـمـامُ الـقُـلـوبِ
جرفتْ من قرارة ِ القلـبِ أحْـلامي، إلى اللَّحْدَ، جَائِراتُ الخُطُوبِ
فَتَلاشَـتْ عَلَـى تُخُـومِ الليالـيوتهاوَت إلى الجحيـم الغضـوبِ
وسوى في دُجنّة النّفس، ومـضٌلم يـزل بيـن جيئَـة ٍ، وذُهـوبِ
ذكرياتٌ تميسُ في ظلمـة ُ النَّـفـسِ، ضئـالاً كرائعـاتِ المشيـبِ
يَا لِقَلْبٍ تَجَـرّعَ اللَّوعـة َ المُـرَّة َ منْ جدولِ الزَّمـانِ الرَّهيـبِ!
وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَة ُ الحُـزْن، فَعَشَّتْهُ مِنْ شُعَـاعِ اللَّهيـبِ..

toty_noty
02-May-2010, 09:08 PM
( قـلت للشـعـر )


أنت يا شعر.. فلذةٌ من فؤادي __ تتغـنّى .. وقـطعةٌ من وجـودي
فيك.. ما في جوانحي من حنينٍ __ أبديّ .. الى صميم.. الوجـود
فيك.. ما في خواطري من بكاء __ فيك ما في عـواطـفي من نشيد
فيك.. ما في عوالمي من ظـلامٍ __ سـرمديّ .. ومن صـباحٍ.. وليد
فيك.. ما في عوالمي من نجوم __ ضاحكات.. خلف الغمام الشرود
فيك.. ما في عوالمي من ضباب __ وسـراب .. ويقظة .. وهـجـود
فيك.. ما طفولتي .. من سـلامٍ __ وابتسامٍ.. وغـبطةٍ .. وسـعود
فيك.. ما في شبيبتي من حنينٍ __ وشـجـون .. وبهجة .. وجـمود
فيك.. ان عانق الربيع فؤادي __ تتثنّى .. سـنابلي .. وورودي
فيك.. يبدو خـريف نفسي ملولاََ __ شاحب اللـون .. عاري الأملود
فيك.. يمشي .. شــتاء أيامي __ الباكي.وتُرغي صواعقي ورعودي
أنت يا شعر.. قصة عن حـياتي __ أنت يا شعر.. صورة من وجودي
أنت يا شعر..ان فرحتُ أغاريدي __ وان غـنّت .. الكآبة .. عودي
أنا لولاك لم أطق عنَتَ الدهـر __ ولا فـرقة .. الصـباح السعيد
أنت ما نلتُ من كهوف الليالي __ وتصفحت .. من كتاب.. الخلود
فيك.. ما في الوجـود من نغم __ حلو.. وما فيه من ضجيج شديد
فيك.. ما في الوجـود من جبل __ وعر..وما فيه من حضيضٍ وهـيد
فيك.. ما في الوجـود من حسكٍ __ يدمي.ومافيه من غضيض الورود
فيك.. ما في الوجـود.حب بنو __ الأرض قصيدي ام لم يحبّوقصيدي
فـسواءٌ على الطيود اذا غـنّت __ هـتاف السـؤوم .. والمستعيد
وسـواءٌ على النجوم اذا لاحـت __ سكون الدجى .. وقـصف الرعود
وسـواءٌ على النسيم أفي القفر __ تغـنّى .. أم بين غـضّ الورود
وسواءٌ علة الورودأفي الغيران __ فاحـت .. أم بين نهـدٍ وجـيد

toty_noty
02-May-2010, 09:09 PM
( الى قلبي )

ما لآفاقك يا قلبي .. سوداََ .. حالكات ..
ولأورادك.. بين الشوك صفراََ .. ذاويات ..
ما لمزمارك.. لا يشدو.. بغير الشهقات ..
ولأوتارك .. لا تخفق .. الا .. شاكيات ..
هو ذا يا قلبي.. البحر وأمواج الحياة..
هو ذا القارب مشدوداََ الى تلك الصفاة ..
هو ذا الشاطيء لكن أين ربانك.. مات ..
أين أحلامك يا قلبي.. لقد فات الفوات..
تلك أطيارٌ ..أنيقاتٌ ..طرابٌ .. فرحات ..
غردت..ثم توارت .. في غيابات الحياة ..
أنت يا قلبي.. قلبٌ.. أنضجته الزفرات ..
أنت يا قلبي.. عشٌ .. نفرت عنه القطاة..
أنت حقلٌ مجدبٌ .. قد هزأت منه الرعاة ..
أنت ليلٌ معتمٌ .. تندب فيه الباكـيات ..
أنت كهفٌ مظلمٌ .. تأوي اليه البائسات ..
أنت صرحٌ.. شاده الحب..على نهر الحياة..
لبنات الشعر.. لكن.. قوّضته الحادثات ..
أنت قبرٌ .. فيه من أيامي الأولى رفات ..
أنت عودٌ .. مزقت أوتاره.. كف الحياة ..
فهو في وحشته الخرسـاء بين الكائنات ..
صامتٌ كالقبر .. الا من أنين الذكريات ..
أنت لحنٌ ساحرٌ..يخبط في التيه الموات ..
أنت أنشودة فـجـرٍ .. رتلتها الظلمات ..
أيها الساري..مع الظلمة في غير أناة ..
مطرقاََ يخبط في الصحراء مكبوح الشكاة ..
تهت في الدنيا وما أبت بغير الحسرات ..
صل يا قلبي الى الله.. فان الموت آت ..
صل فالنازع .. لا تبقى له غـير الصلاة ..