فقراء يعيشون بعقلية الأغنياء
بسم الله الرحمان الرحيم
-إن المتأمل جيدا في مجتماعاتنا اليوم يكتشف أن الناس بمختلف أعمارهم و مستواياتهم يسعون جاهدا لتحقيق أهدافهم سواءا كانت تلك الأهداف قصيرة المدى أو بعيدة المدى ومنهم من يصل بسلام وذلك هو الناجح لأنه عرف طريقه جيدا ومنهم من يصل و في وسط الطريق ويكتشف بعدها أنه ضيع ما كان يبحث عنه و هذا يمكن أن يصل في المستقبل لأنه عرف الخطأ أين هو ولكن هناك صنف ثالث وهذا ما نقصده في تحليلنا اليوم وهم الذين يسعون في الطريق ليس طريقهم حتى النهاية وذلك هو الخسران المبين و العياذ بالله ،
ويحضرني قول شعبي متداول عندنا و باللهجة الجزائرية- الزلط و التفرعين - أي لا يملك شيء في حياته و يدعي العنجهية و التسلط و يريد أن يعيش حياة الهاي حتى يصبح في يوم من الأيام في الباي باي....
إن هذه العقليات المتناقضة مع ذاتها و تصرافاتها لا يمكن لنا أن نعرفها جيدا و لا نحل شفرتها إذا لم نعرف الأسباب التي دفعتهم يعيشون هذه الحياة المزيفة و التي لا معنى لها و بعرضي للأسباب تتضح لكم الصورة أكثر و التي يمكن تناولها كما يلي:
*01- إن هؤلاء الناس حياتهم في الصغر كانت غير صحيحة كما أن طلباتهم كانت كلها مستجابة في كل صيحة ينادون بها إن هذا النوع من التربية المفرطة و التي قد تتميز نوعا ما عن إخوانه الذين هم معه في بيت واحد تجعل من ذلك الطفل يرفض حياة فيها الفقر و الغبن في المستقبل ،
*02-الحب و الغيرة و الحسد إن هذه بين الدوافع و الأسباب التي لها دور كبير في تغير سلوك الفرد من حالته العادية ، كما أن الحب يدفع بصاحبه في بعض الأحيان لتهور لكي يثبت للطرف الآخر أنه بنفس مستواه أو أحسن منه، أما الغيرة أو الحسد تصنع من أصحابها شخصيات وهمية يخسرون أنفسهم و من حولهم إلا لتحقيق أهداف غير نبيلة و المتمثلة في تدمير الآخر أو تحطيم الغير و هذه بالطبع عقدة نفسية مصيرها الجنون أو الموت و العياذ بالله ،
- إن هذه الأسباب هي من بين الأسباب التي تجعل الواحد منا يعيش حياة غير متوازنة في دنياه و الحل هو أن ننظر إلى من هم أقل منا في معيشتهم لكي تتولد لدينا قناعة دائمة و التي تصنع لنا الإستقرار في حياتنا و لا تكون هذه القناعة إلا بالرجوع لحياة سلفنا الصالح التي كانت ومازالت النموذج الوحيد الصالح تتوارثه أجيالنا عبر العصور إلى يوم الدين ، و السلام عليكم.
