نبدأ بأشهر قصائد ابن زيدون .. الدرة الفريدة (( النونية ))
التي كتبها في معشوقته ( ولادّة ) :
<font size"" color="" face="">
أضحى التنائي بديـلا ً عـن تدانينـاوناب عـن طيـب لقيانـا تجافينـا
ألاّ وقد حان صُبـحُ البيـن صبّحنـاحَيـنٌ فقـامَ بنـا للحَيـن ناعينـا
مـن مبلـغ الملبسينـا بانتزاحهـمحزناً مع الدهـر لا يبلـى ويبلينـا
إن الزمان الذي مـا زال يضحكنـاأنسـاً بقربهـم قـد عـاد يُبكينـا
غِيظَ العِدا من تساقينا الهوى فدعوابـأن نَغَـصّ فقـال الدهـر آمينـا
فانحلّ مـا كـان معقـوداً بأنفسنـاوانبتّ ما كـان موصـولاً بأيدينـا
وقد نكـون ومـا يُخشـى تفرّقنـافاليوم نحـن ومـا يُرجـى تلاقينـا
يا ليتَ شِعري ولم نُعتِـب أعاديَكـمهل نالَ حظّاً مـن العُتبـى أعادينـا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عيـنَ ذي حسـدِبنـا ولا أن تَسُـرّوا كاشحـاً فينـا
كنّا نرى اليأس تسلينـا عوارضـهوقد يئسنـا فمـا لليـأس يغرينـا
بنتـم وبنّـا فمـا ابتلّـت جوانحنـاشوقـاً إليكـم ولا جفّـت مآقيـنـا
يكـاد حيـن تناجيكـم ضمائـرنـايقضي علينا الأسـى لـولا تأسينـا
حالـت لفقدكـم أيامـنـا فـغـدتسوداً وكانـت بكـم بيضـاً ليالينـا
إن جانب العيش طلـق مـن تألّفنـاومربع اللهو صاف مـن تصافينـا
وإذ هصرنا فنـون الوصـل دانيـةقطافهـا فجنينـا منـه مـا شينـا
ليسق عهدكم عهـد السـرور فمـاكنـتـم لأرواحـنـا إلاّ رياحيـنـا
لاتحسبـوا نأيكـم عنّـا يغيـرنـاأن طالمـا غيّـر النّـأي المحبّينـا
والله مـا طلبـت أهواؤنـا بــدلاًمنكم ولا انصرفـت عنكـم أمانينـا
يا ساري البرق غاد القصر واسق بهمن كان صرف الهوى والودّ يسقينا
واسأل هنالك: هـل عنّـى تذكّرنـاإلفـاً تـذكّـره أمـسـى يعنيـنـا
ويـا نسيـم الصبـا بلّـغ تحيّتنـامن لو على البعد حيّاً كـان يحيينـا
فهل أرى الدّهر يقضينـا مساعفـةمنه وإن لـم يكـن غبّـاً تقاضينـا
ربيـب ملـك كــأن الله أنـشـأهمسكاً وقدّر إنشـاء الـورى طينـا
أو صاغه ورقـاً محضـاً وتوّجـهمن ناصع التّبـر إبداعـاً وتحسينـا
إذا تــأوّد آدتـــه رفـاهـيـةتُومُ العقـود وأدمَتـه البُـرى لينـا
كانت له الشمس ظِئراً فـى أكلّتـهبـل مـا تجلّـى لهـا إلا أحايينـا
كأنّما أُثبِتَـت فـي صحـن وجنتـهوُهـرُ الكواكـب تعويـذا وتزيينـا
ما ضر إن لم نكن أكفـاءه شرفـاًوفي المـوده كـافٍ مـن تكافينـا
يا روضة طالمـا أجنـت لواحظنـاورداً جلاه الصبـا غضّـاً ونسرينـا
ويـا حيـاة تملّيـنـا بزهرتـهـامُنًـى ضُرُوبـاً ولــذّات أفانيـنـا
ويا نعيمـاً خطرنـا مـن نضارتـهفي وشي نعمى سحبنا ذيلـه حينـا
لسنـا نُسمّيـك إجـلالاً وتكـرمـةًوقدرُك المعتلـي عـن ذاك يغنينـا
إذا انفردت وما شُوركت فـي صفـةٍفحسبُنا الوصـف إيضاحـاً وتبيينـا
يا جنـة الخلـد أُبدلنـا بسلسلهـاوالكوثر العذب زقّومـاً و غسلينـا
كأننـا لـم نبـت والوصـل ثالثنـاوالسعد قد غضّ من أجفان واشينـا
إن كان قد عزّ في الدنيا اللّقاء بكـمفي موقف الحشر نلقاكـم وتلقونـا
سرّان في خاطـر الظّلمـاء يكتُمُنـاحتى يكاد لسـان الصبـح يُفشينـا
لاغرو في أن ذكرنا الحزن حين نهتعنه النهى وتركنا الصّبـر ناسينـا
إنّا قرأنا الأسى يوم النّـوى سُـوَراًمكتوبـة وأخذنـا الصّبـر تلقيـنـا
أمّـا هـواك فلـم نعـدل بمنهلـهشُرباً وإن كـان يروينـا فيُظمينـا
لم نجْف أُفْق جمـال أنـت كوكبُـهسالين عنـه ولـم نهجـره قالينـا
ولا إختيـاراً تجنّبْنـاهُ عـن كثـبلكن عدتنـا علـى كُـرْه عوادينـا
نأسى عليـك إذا حُثّـت مُشعشعـةًفينـا الشمـولُ وغنّانـا مُغنّيـنـا
لا أكْؤسُ الّراح تُبدي مـن شمائلنـاسيما ارتيـاح ولا الأوتـار تُلهينـا
دُومي على العهد مادُمنـا محافظـةفالحر من دان إنصافـاً كمـا دينـا
فما استعضْنا خليلاً منـك يحبسُنـاولا استفدنـا حبيبـاً عنـك يثنينـا
ولو صبا نحونا من علـو مطلعـهبدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشـاك يُصْبينـا
أبْكي وفاءاً وإن لـم تبذُلـي صلـةًفالطّيـفُ يقنعُنـا والذّكْـرُ يكفينـا
وفي الجواب متاعٌ إنْ شفعـت بـهبيض الأيادي التي ما زلـت تولينـا
عليك منّـا سـلامُ الله مـا بقيـتصبابـة بـك نُخْفيهـا, فَتَخْفِيـنـا
</font>