وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
آاه من ضيق العيش الذي يعيشه الكثير من الناس بجهلهم أن مفاتيح الرزق بايديهم

نعم إن الله أبان لنا السبل التي نتمكن من خلالها الحصول على مفاتيح الرزق لنعيش حياة كريمة منعمين بخيرات الله نتقلب فيها ليلا ونهارا لا يسوؤنا ضنك ولا فقر فنحن نعيش في مملكة الغني المطلق الذي يرزق من يشاء بغير حساب
إننا نعيش في ملك من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة فكيف نكون في ضنك من العيش
أعزائي الكرام
إن كنتم تشعرون بضيق في معيشتكم وعسر في أرزاقكم وكمد في حياتكم فعليكم بالبحث عن الأسباب ولا يخفى عليكم المثل القائل
إذا عرف السبب بطل العجب
تأملوا في الأسباب التي منعتكم من العيش الكريم
فستجدون أنكم طرفا فيها
قد يسأل سائل منكم إن الله مقسم الأرزاق
وهو من يعطي ويمنع لعلمه بالمصلحة التي تعود علىينا من خلال ذلك
فكيف تحملنا ذلك
نعم إن الله قد يقتر على إنسان ما في رزقه ليختبره في إيمانه وقد ييسر عليه ذلك أيضا لاختباره ولعلمه بالمصلحة التي تعود عليه من خلال التقتير عليه أو من خلال تيسير الرزق له
ومع ذلك جعل الأسباب في يد الإنسان نفسه حيث أنعم عليه بالعقل ومن خلال ذلك يستطيع أن ينظم أمور معيشته بتوكله على الله والسعي في البحث عن رزق الله الطيب بالعمل الشريف وأن يرضى بالقليل الدائم ويتجنب الكثير المنقطع وأن لا ينظر إلى ما في أيدي الناس بل يقنع بما آتاه الله ويحمده على ذلك
والأهم أن يقبل على الله بنفس مطمئنة يناجيه في ظلمة الليل ويستغفره
فالإستغفار أحد المفاتيح التي تجلب الرزق والخير والنعيم الدائم في هذه الحياة
قال الله جل وعلا ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) ) سورة نوح
ومن المفاتيح التي تفتح للإنسان أبواب الرزق
الدعاء للوالدين
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال
إني أجد في رزقي ضيقا
فقال له
لعلك تكتب بقلم معقود
قال
لا
فقال له
لعلك تمشط بمشط مكسور
قال
لا فقال له
لعلك تنام بعد الفجر
قال
لا
فقال له
قال
نعم يا أمير المؤمنين
قال له
فاذكرهما فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول
( ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق )
وختاما :
أدعو الله أن يرزقنا وإياكم خير الدنيا والآخرة وأن يغفر لنا ويرحما ويهدينا إلى سبيل الرشاد وأن يغفر لوالدينا جميعا ويرحمهم برحمته الواسعة ببركة الصلاة على محمد وآله الطاهرين