اغتــــــــــــــراب
فالاشياء ليست كما هي عندما تكون العيون ليست عيونا فقط .. والشعراء واقصد هنا بالشعراء من يملكون رهافة الشعور بماحولهم وليسوا من يكتبون القصائد والشعر ..
اقول الشعراء هم الذين يستطيعون ان يروا الاشياء على غي شكلها او ايحائها الاولي .. فعنجما استاء الخليفة وبطانته في حضرته من المدح في البيت ( انت كالكلب في حفاظك الود ) لم يكن الخليفة والحضور الا قاصري النظر عن رهافه حس هذا الشاعر الذي يرى من الاشياء مالا يبدو من الوهله الاولى , فلا يمكن ان يكون الشاعر قد رأى في الكلب المعني الذي يتبادر لأذهاننا عن سماع كلمة ( كلب ) والا لسماها قصيدة المشنقة ..
والذي كان يحتاج لتغيير بيئته هو الخليفة وحاشيته البليدة لمحاولة الارتقاء بأذواقهم لوعي هذا الشاعر الذي تجاوز اللاوعي في رؤيته للأشياء , وليس أأسى هنا الامر وما بين سطورة . ان الشاعر كالآلة تمرر لها المخلات التركيبية ةتخرج منها بشكلها التجميعي كنتيجة للعملية .. وهذه نظرة قاصرة للاحساس البشري وعندما يتكرر طرح هذه القصة في النتديات الثقافيه للأسف .. كأني اسمع صوت الشاعر المسكين من خلف كل هذا الزمان يلقي على العصر بسؤاله .. حتى الآن ... ؟؟
من هنا يجد الانسان المرهف صعوبة في التعايش مع الآخرين , لانه يشعر بالاغتراب .. لفقده حلقة التفاهم نع البقية ولعله لا يطلب هنا ان يعي او يتفق الآخرون مع رؤيته للاشياء من حوله ولا يود ان يروا كل مايراه بنفس الطريقة والا لأعتبر انه قد فشل في مهاره رؤية الاشياء بخصوصية .. هذا بالاضافة لاستحالة ان يتفق اي اثنين من معشر الشعراء على رؤية الاشياء بشكل واحد فما بالك بالآخرين .. انما كل المستحيل الذي يريده منا هو محاولة فهمه كما هو وعدم قذفه بالجنون او الخروج عن قانون الطبيعة ..
وحتى في الممارسات اليومية , دائما يكون الشاعر او الفنان انسانا غير ناجح في المجتمع العملي ذلك ان الاشياء تختلف لديه فالارقام مثلا قد لاتعني له معناها الحسابي الاولي فالرقم واحد مثلا قد يعني له الوحده , الفراق , الانفصال , الغربة , وهو من وجهه نظره رقم حزين بائس عكس الرقم اثنين الذي يوحي بالالتقاء والتداخل وانصهار اثنين كلاهما واحد مستقل بذاته وكلاهما اثنان ملتصقان باحسيسهما المتكاملة و ( انتهى الحديث بدون نقطة )
عزيز القارئ هل فهمتك .. ام انني ...؟؟