كيف تتعاملين مع طفلك العنيد؟
تعاني أمهات كثيرات من عناد أطفالهن إزاء كل كلمة أو طلب أو أمر تصدره الأم* فالعناد صفة من الصفات التي يتصف بها بعض الأطفال* وتتراوح درجته من طفل لآخر وفقا لبيئته وتركيبته الشخصية* وتختفي عادة هذه الصفة مع مرور الوقت، ولكنها تستمر مع عدد أطفال لتصل درجة عنادهم إلى حالة مرضية فيغلب عليهم الإحساس بالغضب والتمرد.
وتحتار الأم لأنها لا تعرف أي أسلوب تربية تتبع مع الطفل العنيد* فهناك أم ترضخ لطلباته وتلبي كل أوامره* وتتحمل بعد ذلك عناده في صمت* وأم تلجأ إلى أسلوب الرفض والتهديد جاهلة هنا أن عناد الطفل ليس سوي مجرد محاولة منه للبحث عن ذاته واستكشاف قدرته علي فرض نفسه واستقلاليته عن الآخرين* أو ربما هو صرخة منه للفت الانتباه لاحتياجه إلى بعض الحنان والحب فما هو رأي المتخصصين
يقول الدكتور أحمد عبد السلام أخصائي علم النفس بجامعة عين شمس إن الآباء والأمهات هم المسئولون في معظم الحالات عن تضخم المشكلة*ويقدم لهم بعض النصائح التي تفيد عند التعامل مع الطفل العنيد.
1- ضرورة تجنب الازدواجية عند التعامل مع الطفل* وألا يعاملونه وفقا لحالتهم المزاجية، فعندما يكون مزاجهم مرتفعا فإنهم يتساهلون جدا معه ويسمحون له بتخطي بعض الحدود* فيترسب في ذهنه اعتقاد أن كل شئ ممكن ومتاح، ولكن يفاجأ في اليوم التالي أن ما كان منه في اليوم السابق مرفوضا اليوم* مما يصيبه بالحيرة وعدم القدرة علي التمييز بين المسموح به والمرفوض، ومن الضرورة التقليل من إعطاء الأوامر واتباع أسلوب النهي والتحريم لكل كبيرة وصغيرة* لأنه من الممكن التغاضي عن بعض الأخطاء البسيطة.
2- توجيه الطفل بأسلوب هادئ وغير مباشر* مع ضرورة أن توضح له الأم لماذا لا يمكنه الحصول علي الشيء الذي يلح عليه، ويجب تجنب الضرب أو استعمال لغة التهديد والوعيد* لأن هذا لن يزيده إلا عنادا، فالطفل يتمتع بذكاء يسهل له اللجوء إلى أساليب أخري أكثر إزعاجا للوالدين مثل استغلال فرصة وجود ضيوف في المنزل لإحراج الوالدين والحصول علي ما يريد.
3- تجنب نعت الطفل بصفات سلبية مثل أنت شقي أو سيئ، لأن هذه الصفات تترسخ في ذهنه وتولد لديه شعورا بالذنب الذي قد يتحول إلى شعور بالنقص وبالتالي يفقد ثقته في نفسه ويعاني التردد والخجل أو يتسم بالعنف والعدوانية نتيجة إحساسه بالغضب الداخلي.