دواعي الصبر على المصائب



للإنسان حاجة ماسة إلى الصبر، سواء في علاقته بربه ونفسه أو في علاقته بالناس والكون من حوله. والمؤمن صابر على أقدار الله لا يتسخطها سواء أوقعت في نفسه أو في غيره، في قريب أو بعيد، في مال أو عقار، في زراعة أو تجارة.

ولو كان بمقدورنا التنبؤ بشيء من هذه الأحداث، فسنرفض غريزيا كل المصائب جملة وتفصيلا، حيث أن النفس البشرية تمج وتتجنب الأحداث المؤلمة بالطبع و الفطرة.

فمن منا يحب أن تقع له حادثة سير؟!

ومن منا يحب الفاقة والجوع؟!

لن تجدوا إنسانا سويا يحب هذه المصائب، لكنها إذا نزلت على مؤمن عاقل ملتزم بشرع الله فهي تدخل في إطار القدر الذي لا راد له إلا الله ولا مسوغ له إلا الصبر.

ولما كان الصبر بهذه الأهمية، فحري بنا أن نتساءل عن الأسباب الداعية إلى الصبر أي البحث عن دواعي الصبر على أقدار الله المؤلمة، ولقد تم تحديد ثلاثة دواع وقد يكون هناك غيرها:

أولا، داعي الشرع: فالمؤمن ملتزم في الأصل بشرع الله، والصبر خلق من الأخلاق التي يتحلى بها المؤمن. قال تعالى:



فلم الجزع والشرع يدعونا إلى الصبر؟

ثانيا، داعي الجزاء المترتب على الصبر : فحصيلة المؤمن من الصبر عظيمة:


أي بغير حد ولا عد ولا مقدار كما قال الشيخ السعدي رحمه الله.

فمن يقول أنا لها؟
ثالثا، داعي العقل: حيث أن المؤمن يعلم يقينا أن ما أصابه ما كان ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.. فأين المفر؟

طبعا المفر إلى الصبر.