بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صرخة لم تحرك حجر !!
بدأ بث المسلسل التركي الجديد المدبلج إلى اللغة العربية ، " صرخة حجر " .. وهو مسلسل يعرض حالة الحرب الدائمة التي يعيش فيها المسلمين في غزة والمعارك التي تقع بين الجيش الإسرائيلي وبين المواطنين ، وقد تم الترويج له الإعلام و ذكَر المشاهدين مرارا وتكرارا بعلاقته المباشرة بالتأثير سلبا على علاقة النظام التركي والنظام الإسرائيلي وبعضا من الدول العربية الأخرى ..وتابع المسلسل الكثيرون كنوع من الفضول من جراء الدعايات المكثفة له على القناة و الترويج له على أنه و المسلسل الذي سبب لإسرائيل إستياءً ، و طبعا وهذه قضية تُعد إعلاميا ساخنة ، ( فكأنما هذه لطمة لإسرائيل !! )..... فقرر الكثيرون من عشاق الدراما التركية الرومانسية أن يتابعوا هذا المسلسل العنيف فعلا مقارنة ببقية المسلسلات التركية الأخرى التي دأبت على إشاعة الفاحشة وركزت على العلاقات الإجتماعية المتفسخة وصورت لنا الأتراك كزناة ولقطاء وشاربي خمر فقط !
وما يلفت النظر أن هذا المسلسل يوحي بعلاقة حب بين مسلمة من فلسطين وبين إسرائيلي كافر له رتبة عالية في الجيش ومسؤول عن تقتيل عائلتها وجيرانها ويكشف لنا لاحقا إنه فلسطيني وليس إسرائيلي .. فهناك رسالة مبطنة بالتوقف عن قتل الإسرائيلين وإلا كانوا فلسطينيون لأن الكثير من أبناء فلسطين خطفهم اليهود وهم صغار كما ينقل لنا المسلسل . وهذا كله طبعا لإثارة مشاعر المشاهدين الذين تعودوا على مشكلات رومانسية في المسلسلات التركية تُعيِشَهم في عالم من الخيال فأصبح هذه العنف الشديد غير مستساغ عندهم فلاموا القناة على بث هذه المشاهد الدموية العنيفة -- اي : من الأثار التي تركه المسلسل أن المتلقي يشعر أنه في غنى عن هذا الألم وهذا الحزن وإن كان يتعاطف مع المسلمين في فلسطين لكن ما ذنبه ليعتصر قلبه ألما من مشاهد الحرب والدمار ؟! فيخلف عند المتلقي تعاطفا وقتيا يزول مع إنتهاء الحلقة.
و المسلسل مليء بالتناقضات ويظهر المسلمين في فلسطين متمسكين بعادات وتقاليد الجاهلية فمن يغتصبها الإسرائيليون كان على أهلها أن يقتلوها وإن لم يقتلوها يتم تسليمها لحركة المقاومة ليقتلوها ويقصد بذلك المجاهدين . فالمجاهدون هم من يقومون بذلك بدم بارد وإلا على من يريد أن ينقذها من الرجال أن يتزوجها !! فتم تشويه صورة االمجاهدين كما شوهوا الكثير من الحقائق في حق المسلمين وتم إتهام الإسلام ضمنيا بهذه الممارسات التي لا تمت للإسلام بصلة.
كما في المسلسل إمرأة إسرائيلية زوجة المجرم الضابط التي تحاول أن تجعله يحب الفلسطينيون ويرأف بهم من طيبة قلبها وإنسانيتها فتلمح لعملية السلام والتعايش مع بعضهم البعض!! فيوحون بذلك للمشاهد - أن هناك إسرائيلين طيبين في حين أن هذه المرأة العقيم خطف لها زوجها إبن إحدى الفلسطينيات لتربيه عندها ............ !!
وأثناء المشاهد نرى أن الجنود في إسرائيل يهتمون لرفع كتاب القرأن الكريم من الأرض عندما ذهبوا لإعتقال عائلة بسيطة و بينما يجر أطفالا ليعتقلهم يجد كتاب القرآن الكريم مرميا فيرفعه !!
هل تصدقون أن جندي إسرائيلي في الجيش المحتل الغاصب ، يفعل ذلك ؟ طبعا لا بالعكس هو من يرميه !
إذا لماذا زُج بهذا المشهد في المسلسل ؟
والكثير من الجهات إعترضت على بث هذا المسلسل الذي اسأ للمسلمين في فلسطين وعمل على تقزيم قضيتهم لقضية فلسطينية بدلا عن قضية إسلامية فتجدك تتسأل هل الهدف من هذا المسلسل أذية العلاقات بين المسلمين في تركيا والمسلمين في فلسطين ؟
والحسنة الوحيدة في هذا المسلسل أنه يذكرك بأن الإسلام عالمي لا فرق فيه بين عربي ولا أعجمي وأن المسلمين في كل بلاد العالم جسد واحد فتفرح لتذكر تاريخ المسلمين الحافل بالإنتصارات على اليهود وبالذات إنتصارات وفتوحات الدولة العثمانية التي نشرت الإسلام في ربوع العالم والتي رفض الخليفة السلطان عبد الحميد الثاني بيعها لليهود. فتتحسر على هذا التاريخ الذي لا يذكره المسلسل ابدا.
واخيرا نقول : هذا المسلسل يخدم مصالح اليهود قبل ان يوصل للمشاهدين ذرة مما يعانيه أهلنا في فلسطين من مآىسي بسبب الإحتلال الإسرائيلي الكريه. فهو فقط روج لتمييع القضية الإسلامية في فلسطين حتى المسلسل لم يتحدث عن هدم الأقصى الشريف حتى لا يعطي المسلسل أي طابع إسلامي ، بالإضافة إلى إنه يظهر المرأة المسلمة في فلسطين كأنها لا تلبس الزي الشرعي ابدا بل تلبس الزي الوطني الفلسطيني طوال المسلسل. وهدف المسلسل اولا وأخيرا تغيير وقلب الحقائق وجعل المشاهدين لا يفكرون في تحرير فلسطين من براثن يهود كما أمرنا الله تعالى بل أن يتماشى كل الأطراف ويقبلون بهذا الواقع الفاسد !